هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

القمة العربية القادمة والنفوذ الايراني في العراق

اذهب الى الأسفل

القمة العربية القادمة والنفوذ الايراني في العراق Empty القمة العربية القادمة والنفوذ الايراني في العراق

مُساهمة من طرف ميماتي باش 1/1/2011, 10:09 pm

صلاح عمر العلي



لم يتوقف الحكام وما دونهم من كبار المسؤولين العرب عن التظاهر أمام شاشات التلفزة ووسائل الاعلام الاخرى بالحزن والاسف على غزو العراق واحتلاله وتسليمه الى ايران بعد تدمير مختلف مقومات الحياة فيه. في وقت يعلم فيه العراقيون وغيرهم من المتابعين لمسلسل التحريض والتحضير والتخطيط وصولا الى مرحلة تنفيذ جريمة غزو وإحتلال العراق من قبل جيش الولايات المتحدة الذي ما كان له ان يحدث مطلقا لولا اقتناعهم بالاهداف الامريكية والرضوخ لمتطلباتها وتواطئهم وتعاونهم وتقديم كل التسهيلات اللازمة لمرور ذلك الجيش مع معداته والياته ووسائل الدمار التي استخدمها ضد شعب العراق، عبر اراضيهم في طريقه لارتكاب تلك الجريمة النكراء على عكس الموقف المشرف الذي اتخذته الجارة المسلمة تركيا التي رفض برلمانها رفضا قاطعا السماح لجيش الاحتلال الامريكي بالمرور عبر اراضيها رغم عضوية تركيا في الحلف الأطلسي الذي يفرض عليها إلإلتزام بالتعاون بين اعضاءه ورغم الضغوط والاغراءات التي مورست معها. ان تركيا بذلك فضلت مصالحها وامنها القومي على التزاماتها وهو واجب كل دولة

ومنذ عام 2003 الذي شهد فيه العراق هذه النكبة وهم يتظاهرون رياءً وكذبا، على بلد وشعب عربي له باع طويل في دعم ومساندة اشقاءه العرب. وخلال السنوات الثماني التي مرت على كارثة الاحتلال، لم نسمع او نشاهد ايا من هؤلاء قد قدم او حاول ان يقدم يد المساعدة لمريض عراقي او لعائلة هربت من العراق تاركة كل شيء وراءها من مال ومسكن وعمل، متجهة نحو المجهول خشية على حياتها وحياة اطفالها من موت محقق على ايدي عصابات الموت التي جاءنا بها نغروبونتي وعملاؤه. ففي سوريا وفي الاردن يعيش قرابة مليونين ونصف المليون عراقي يكابدون ويعانون اشد المعاناة، من الامراض والفاقة والحرمان من ابسط متطلبات الحياة ناهيك عن العوائل التي فقدت معيليها. قولوا بربكم ماذا قدمتم لهم يا حكام العرب؟ رغم ان ان سوريا والأردن قد استقبلت مشكورة هذا العدد الكبير الذي يفوق طاقتهما الا ان ظروف اقامتهم وحياتهم صعبة ولا تلبي الحد الادنى من احتياجاتهم الانسانية.

فاذا كان العراق قد سُلم على طبق من ذهب الى ايران كما قال يوما وزير خارجية المملكة العربية السعودية ففي ما قاله نصف الحقيقة – كما علقتُ حين ادلى بهذا التصريح على احدى الفضائيات – أما النصف الثاني فانكم انتم حكام العرب الذين قدمتم العراق الى امريكا مع سبق إصرار وترصد على طبق من ألالماس أولا ثم قامت امريكا بتسليم العراق لايران. ان الدول العربية ساعدت أمريكا على احتلال بلد عربي محوري له دوره البارز في تشكيل ثقافتهم وحضارتهم وامنهم القومي، وفي موازين القوة على المستويين الاقليمي والدولي، رغم ادراكها بان ذلك يتعارض مع مصلحة امنها القطري والقومي، ورغم علمها بان سقوط العراق سيقوي نفوذ اسرائيل وايران ليس في العراق حسب ولكن على صعيد المنطقة العربية كلها. اننا ندرك حجم الضغوط التي تعرضوا وما زالوا يتعرضون لها، ولكن كان عليهم تغليب مصالحهم ومصالح شعوبهم على أي مصلحة آخرى.

والانكى من كل ذلك ان حكام العرب وكبار مسؤوليها كانوا مشغولين بكيفية التطبيع مع النظام العميل الذي ركبه المحتل الامريكي في بغداد تركيبا غريبا على كل الأعراف والمقاييس القومية والدولية. ففي كل مرة نسمع عن زيارة مسؤول عربي الى بغداد أو استقبال مسؤول من نظام “بول بريمر” في احدى العواصم العربية ثم يعقب ذلك صدور بيان مشترك عن عودة العلاقات الدبلوماسية وتحديد موعد لافتتاح سفارتي البلدين والاعلان عن ارسال سفير جديد الى بغداد. ولابد من الاشارة الى أن بعض الدول العربية، وخصوصا دول الخليج ذهبت لابعد من ذلك حيث بدأت في وقت مبكر بعد الاحتلال بتوظيف مبالغ طائلة في مناطق معينة من العراق ستوقع ضررا بليغا بمستقبله. وما نشاهده من نشاط محموم لشركات اماراتية في اعمار المنطقة ألشمالية من العراق إلا مثال على ما نقول.

وما كشفته شبكة ويكيليكس العنكبوتية من وثائق دامغة عن حجم التواطؤ والتحريض كان يمارسه العديد من الحكام العرب لاحتلال العراق يبعث على الحزن والاسى والشعور بالخزي والعار لوصول الوضع العربي الى هذا الدرك السحيق من فقدان القيم والمباديء والاخلاق العربية والاسلامية والتخلي عن كل الالتزامات الاخلاقية والدينية والقومية.

وإمعانا في التنكيل بشعب العراق الاصيل فقد صرح قبل يومين الامين العام لجامعة الدول العربية إن القمة العربية ستعقد في بغداد، وبين أن الحكومة العراقية تعمل على استكمال الجوانب الفنية واللوجستية كافة لانعقادها في آذار المقبل، بذريعة تعزيز الحضور العربي في العراق بدلا من وقوعه تحت كماشة ايران. إن هذه المقولة هي كلمة حق يراد بها باطل، فالحضور الدبلوماسي العربي في العراق سوف لن يغير من حقيقة النفوذ الايراني والاسرائيلي شيئا، وكل ما سيحققوه من عقدهم القمة العربية القادمة في بغداد هو إعتراف عربي بحق أمريكا وايران واسرائيل ايضا في التدخل بالعراق، أو أنهم يعتبرون العراق “حاجة تانية” كما قال محمد حسنين هيكل ردا على سؤال الاعلامي في فضائية الجزيرة محمد كريشان.

فماذا يريد منا اشقاؤنا حكام الدول العربية؟ هل يريدوننا أن نرفع الراية البيضاء ونستسلم لقدرنا؟ فاذا كان ذلك هو ما يريدوه فانه من المحال تحقيقه فالعراقيون سيقاومون كما قاوم آباؤهم وأجدادهم ضد كل الغزاة الذين استهدفوا بلادهم فالعراق ليس “حاجة تانية” كما قال هيكل، بل اصبح منذ عام 2003 يمثل جوهر الصراع الإقليمي، بعد أن سحب كل المشاكل والازمات العربية وعلى راسها قضية فلسطين الى بغداد. فمن يعتقد بامكان تحرير فلسطين أو اي شبر عربي قبل تحرير بغداد فهو واهم اي وهم.

ويبقى العراق في حساب المواطنين العرب كما جاء على لسان الباحث والكاتب القومي المعروف الدكتور يوسف مكي “ليس حاجة ثانية“، لقد كان مهد البداية في صياغة قانون العدل، وكتابة الحرف ولمدارسه في الكوفة والبصرة ديون كبيرة في أعناقنا، وسنستمر ندافع عن عروبته بكل ما نملك من عزيمة وصبر وقوة، إلى أن ينبلج صباحه، العربي، ويعود إبو جعفر المنصور، بجحافله وجيشه الظافر، ليطل على دجلة من الضفتين بالكرخ والرصافة، من فوق مشحوف يرفع سارية عباسية، قريبا من مصب القرنة، حيث يرقد واصل بن عطاء في أمن وسلام.

ميماتي باش
مبدع نشيط / هـ
مبدع  نشيط / هـ

ذكر عدد الرسائل : 79
العمر : 40
نقاط : 237
تاريخ التسجيل : 03/11/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى